كيف أخرج من مدن أحزاني

كيف أخرج من مدن أحزاني
وبأي الأقلام أكتب في التاريخ عنك؟
كيف أهرب من شتاء أحداقي وبأي اللغات أحدث الأوراق عنك؟
فإنك تستحق، تستحق أن أرويك حكاية
رائعة
أمام نار المدفأة في ليالي الشتاء المطيرة
تستحق أن أخبئك هدية عيدٍ بعد شهرٍ طويلٍ من الحرمان
بل تستحق أكثر أن أحكيك كلاماً عذباً بلغةٍ لم تخترعها البشرية بعد
حتى لا يعرفك أصدقائي
وحتى لا تكشف لهفتي لهم من هو حبيبي.

شذا عطرك لا زال مسافراً في خيالي
ودفء همستك لا زال نائماً بين خصلات شعري
"من منا اشتاق الآخر أكثر ؟"
وأنا لا زلت في شوقٍ عظيمٍ إليك
وبعد انقضاء موعدنا معاً
لا زلت
"أطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات"
ولا زلت أغمض عيني فأشعرك ها هنا معي
وأشعر بذراعيك تحيطان خصري بشوق
وأشواقي لا زالت رهينة نظرة الشوق في عينيك

أيها العزيز
أحياناً أمسك قلمي وأبدأ الكتابة عنك
فتبدأ الكلمات بالتدفق والتسارع
لتهرب من سجن أفكاري لأوراقي
وأجد نفسي أكتب وأكتب وكإني أستطيع الكتابة إلى أبد الدهر
وأحياناً لست أدري لماذا أفشل فشلاً ذريعاً
إذا حاولت أن أكتب عنك
أو إذا حاولت أن أُسكن لحظات لقائنا في عالم المفردات
لست أدري لماذا تضيع الحروف وتموت اللغة وتجف كل المفردات

كيف كان أن ولد هذا الحب بيننا ومتى؟
إنني لست أدري، فقد وجدت نفسي فجأة ودون أن أشعر أفكر بك كثيراً
وأتنفسك كثيراً
وأرتشفك مع فنجان قهوتي كثيراً
وأقرأك بين سطور صحيفتي كثيراً
وأضعك
عطراً بين خصلات شعري كثيراً
حتى أصبحت عادةً حلوة من عاداتي اليومية
تلك التي أشعر بنفسي فاقدةً لشيء
كثير إن هي غابت عن نهاري ولم أجدها

كنت بدأت أفقد إيماني بالحب،
فإذا بي أجدك تضمني إلى صدرك وتهمس قائلاً
"لست أريدها عيني إذا عنها غبتِ"
وإذا بك تمسح عن قلبي عمراً طويلاً من الألم
وترسم على شفتي بستاناً من فرح
وإذا بي أغفو على صدرك وأنسى الزمان حتى والمكان
وأعود طفلةً صغيرة تداعب بأناملك خصلات شعرها النائمة

ولأصحو وبداخلي إحساس فرحٍ طفولي
فرحٍ بريء مشاكس
وأجدني دون أن أدري أسائل نفسي
كيف تراها كانت حياتي لتكون لو أنك لم تكن فيها ؟؟
أوتدري
لست أريد حتى أن أعرف الجواب
بل أريد أن أخرج
من مدن أحزاني الممطرة مطراً أسود
وأريد أن أمسك أقلامي الجديدة وأتعلم الكتابة عنك