دوام الحال من المحال

كان في قديم الزمان
رجلُ غني والغنى لله
يملك من المال ما لا يعد ولا يحصى
لكنه بخيل حتى زكاة امواله لا يخرجها
عنده زوجه صالحه لكنها لم تستطيع ان تفعل شيئاً
وفي يوم من الايام كانا جالسين يتناولا طعام الغداء
واذا بالباب يقرع
فتح الرجل الباب
واذا به سائل يطلب قليلاً من الطعام
فما كان من البخيل الا ان صرخ بوجه السائل وطرده شر طردا
حاولت الزوجه الصالحه ان تثنيه لكنه صرخ بوجهها لتصمت وفعلا لاذت بالسكوت
مرت الايام والشهور والسنين
واصبح هذا الرجل لا يمتلك فلس واحد
لدرجة انه طلق زوجته لانه لا يستطيع اعالتها
ومرت سنه
تقدم لخطبة هذه المرأه رجل غني معه مال كثير
تزوجها
وفي يوم من الايام
تكررت معها نفس الحكايه
الباب يقرع الزوج يفتح الباب
سائل يطلب قليلاً من الطعام
الزوج يطلب من زوجته ان تحضر طعاماً للسائل
اخذ السائل ما يسر له وذهب
اغلق الزوج الباب ونظر بعيني زوجته فأذا بها تبكي
قال لها : ما بك
قالت: اوتعرف من كان في الباب
قال: لا
قالت: انه زوجي الاول
قال لها: اوتعرفين من انا
قالت :لا
قال لها:انا السائل الاول

فاعلم يا انسان ان دوام الحال من المحال
فيوم لك ويوم عليك
فعدما يكون لك اتقي الله ليرحمك عندما يأتي اليوم الذي يكون عليك