اوفى صديق عضو عادي
عدد المساهمات : 1836 تاريخ التسجيل : 03/01/2012
| موضوع: إن الله جميل يحِب الجمــال الخميس يونيو 21, 2012 8:54 am | |
| حديث نبوي
الجمال حسن في الشيء ، مزروع فيه ، و ظاهر عليه ، يستلفت انتباهَ الصر و البصيرة ، و يستجلب المدح و الإشادة باللسان ، و يرجع بذلك الانتباه إلى سائر الكيان البشري ، حيث الميل الجميل ، و الإقبال الراقي . الجمال سر ساحر في الوجود ، وضعه الخالق ليكون دالاً عليه ، و منبئا عنها ، و ليكون ظاهرة من ظواهر إبداعه في صنع الكون ، نعتَ به نفسَه ووصفها ، ليكون أبلغ في بيان سرِّه . إنّ جَمالا كان الله موصوفا به يحملُ رسالتين إلى الإنسان ، عبر رسل الكونِ الموزَّعةِ فيه :
الرسالةُ الأولى :
أنَّ الله الجميلَ وصفَ نفسَه بهذا الجمال ، و سَمى نفسَه به ، ليجعل الجمال أساسا في الوجود ، و أصلاً في الذاتيات و الصفات ، فكان جميلا في كل شيء ، جميلا في كونه هو الله ، و جميلاً في كونه هو الخالق ، و جميلا في تلك الأسماءِ التي له ، و جميلا في تلك الأفعال التي فعلها ، و جميلا في كلامه ، و جميلاً في الوجود ، و جميلاً في الجمالِ ، و جمل الجمال به فكان جمالا لا يُضاهى ، جَمال الله الجميلِ كانَ منشورا في الكون ، في كلّ جزئياته فضلا عن كلياته . جَمال الله ليس له حد ينتهي إليه ، لأن الجميلَ ذاته كذلك ، و جَمالُ ما منهُ كذلكَ ، و جمال جمالياته كذلك ، و سلسلة لا تنتهي من جمالِ الجميلِ الله . تلك رسالة الجميلِ إلى خلقه في الكونِ يُعرِّفهم بجَمالِهِ و حسْنِه ، و يجعلهم يُحبون الجمال و يَعْشَقونه حدَّ اللا حدَّ و نهايةَ اللا نهاية ، لأنَّ جمالَ الجميلِ كذلك ، فإذا ما أدركوها يقيناً جاءتهم :
الرسالة الثانية :
صناعة الجمال ، في النفسِ ، و في الكون كله ، قولاً و فعلاً ، صفةً و ذاتاً ، حقيقة و صورة ، صناعته من ذاك الحب الذي انْزرع في النفوسِ ، حيث حب الجميلِ الله له ، حيثُ كوَّنَه في كَونه الفسيح ، صناعته بشتَّى أنواعه و أشكاله ، وفق الأذواقِ النفسية و الروحية . صناعة الجمالِ في الوجودِ وظيفة المخلوقاتِ ، في إخراجها من نفسها لتكون ظاهرةً في الوجودِ مدرَكَة في الشّهود ، فالجَمالُ لن يكون جَمالا إلا في إظهارِ المخلوقات له ، و في قبولها إياه و استحسانها إياه ، فنحنُ أساس الجمال الذي خُلِقَ في ذواتنا ، و صُنِعَ لنا ، لنجعلَه آية الكونِ منشورة ، و علامة بيّنَة لكلِّ أحد ، و إذا ما أغفلناه و أهملناه خبا بريقه ، و ضلّ طريقه ، و صارَ مقبوحا منبوذا ، و تقبيحُ الحسن خلل العقل . صناعة الجمال تشتمل كلَّ ما نراه بالعَيْن ، و نسمعه بالأذن ، و نشمّه بالأنفِ ، و نذوقه باللسانِ ، و نعقِله بالقلبِ ، و نستشعره بالنفس ، و نميل إليه بالروح ، و نُدركه كلّه بكلّنا . بين الرسالتين تواصُل و ترابط ، فصناعة الجمالِ متكونَة من معرفةِ جمالِ اللهِ الجميل ، فجمال كلامه يُدركُه جمالُ السمعِ ، و الأقوى و الأعمقُ سَمعاً أدْرَك للجمالِ الكلامي الإلهي من غيره ، و جَمال الصورِ يُدركه جمال البصر ، و جمَال كلِّ شيء في موجوداتِهِ يدركه شيء من مدركات خلقه . القول جمال ، و الفصاحة جمال ، و الحرفُ جمال ، و الفعل جمال ، و الحبّ جمال ، و الرحمة جمال ، و البكاء جمال ، و الدمع جمال ، و الحركة جمال ، و السكون جمال ، و المشي جمال ، و الوقوف جمال ، و النجاح جمال ، و الفشل جمال ، و الغِنى جمال ، و الفقر جمال ، اللون جمال ، و الصوتُ جمال ، و الخير جمال ، و الشرّ جمال ، و النوم جمال ، و اليقظة جمال ، و الليل جمال ، و النهار جمال ، و كلّ شيءٍ فيه جمال بذاته أو بغيره ، وهنا مكمن سرِّ الجمال .
تأمّل .. يسير في أبعاد الوجود نجد جَمالا متجددا ، في كلِّ شيءٍ جَمال ، نحن بتأملنا نصنعه في نفوسنا ، ثم ننقله للغير عن طريق تعبيرنا عن أذواقنا ، و نسعى لنشره في الوجود باستعمالنا إياه .
هذا في الجمال الظاهر جماله ، و هناك جمال آخر و أعمق ، و لا يكون مُدرَكا إلا بالتأمّلِ ، و هو جَمال القبْح و الدمامة ، فلولا القبح ما عرفَ الجَمال ، و لولاه ما تنوعَت الأذواق الجمالية ، فلو لم يَكن القُبْحُ ما كان الجمال . الجمال واسع و كبير ، حيث لا قانون يضبطه ، و الأذواقُ تحكمه ، و الأذواق لا حاكم عليها ، فكان الجمال جميلاً في إطلاق عنان إدراكه و تذوقه .
| |
|
بيضاء الثلج المشرفه العامه
عدد المساهمات : 940 تاريخ التسجيل : 03/01/2012
| موضوع: رد: إن الله جميل يحِب الجمــال الخميس يونيو 21, 2012 6:02 pm | |
| | |
|
العاشق نائب المدير
عدد المساهمات : 2109 تاريخ التسجيل : 01/01/2012 العمر : 38
| موضوع: رد: إن الله جميل يحِب الجمــال الخميس يونيو 21, 2012 8:05 pm | |
| شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر | |
|