صدفـة..
جاءت الي بواقع في رداء الخيال ..
وانا لم اعتد من قبل علي الصدف وقوتها..
فاعتياد الصدف ..قتل لها..
ولكن في عينيها لم يكن اعتياد القتل..مجرد صدفة !
لم اتعجب ابدا ..ان قتلت "انا كارنينا" نفسها داخل عينيك او ثار "عطيل" بغيرته بسيف رموشك في وجهي..
لم أتعجب من تلك الصدفة التي قسمت قلبي ما بين "الفردوس الزائف" و "الفردوس المفقود"..
فكل يبحث عن جنته !
لكن حين تنظر اليك تلك العيون فالجنة تبحث عن ادم جديد..!
صدفـة..
كانت لها فلسفة الحنين..ومغزي للوشيجة..
صدفة موعودة..وان تناقض الحرفين تناقض الشمس والقمر..لتكون رجولتي علي انقاض تناقضهما..
صدفة سطر فيها "هوميروس" علي قلبي ملحمة جديدة بلا ملائكة تعشق البشر او جحيم مستعر..
لم تحدثني "فينوس" بل اقتبست نفسي من قصة خلود..واقتبسني الخلود بطل لرواية ومشهد لدور العاشق..
نظرة واحدة..شرب قلبي فلسفة تلك النظرة..فتعلم الفلسفة واصبح "مدينة فاضلة"..!
لم يعتاد قلبي ان يصبح بوصلة للموت..كلما بحث عنه جمالا وجده ..
ولم اعتاد علي بكاء قلمي العزيز ان انكسر له "سن" يبكي مثل الاطفال..بل كان يلقيه امام الشمس ليحصل علي سن اخر من بحر شعر..
رأفة بي..
فأنا وضعني النعيم علي قائمة اغتيالاته المفضلة..ووضعني عشقك قربانا للحرية..
لا توجد عينان تصفق لهما الازهار كلما نظرت من خلف الستار غير عينيك..
لم اكن اعرف لماذا ينحني امام عينيك الواقع..وبعد فترة عرفت ..لأنك براح الخيال..
لم اكن اعرف ان الانتظار قسمة العشاق..ولكني عرفت أمامك ان الجنون قسما عليهم..
زرعني الحب في فصل الياسمين وجعلني طرحه الاول..ولكني لا اريد حصادا الان..اريد ان اصفق مع الازهار امام مسرحية عينيها..
اريد ان اعرف للارض جبينا اقبله وشعرا احسه في يداي لكي تنام الارض في حضن ما اشعره..
اريد ان يقتنص الفن لحظة اندماج عيني في نظرتها لكي تقوم قيامته الجديدة..
صدفــة..
وكأني لم اراها..
دخلت في مرحلة الانكار بعد الادمان بعد الهذيان..
احاول ان اقول اني لم اري عينيها ابدا..
كي اهرب من واقعها الي قلبي كي يدثرني وانا ارتعش خوفا..
صدفة جعلت من عينيها بحارا مسجورة تحرق سفن انيني..
جعلت من اطياف الروح قلادة لاميرة من جن العشق..
ادخلتني رحلة الصفاء..واجتهزت امام عينيها للإصطفاء الجميل..
صدفة اقتسمت نشوتها الملائكة مع قلبي كي يأكلوا معا "عيش وحب"..
صدفة استترت في ضلوعي وتسترت علي جريمة احساسي..
صدفة غنت لي كالاطفال كي انام..فاصبحت في عينيها "عاشق الانام"..
اقتنصت في عيناي غزلان الشعر بسهم أحسبه يهرب من "جحيم دانتي"..!
صدفـة..
تمشي علي قلبي ببعض الخبر بحبات بركة العشق..قل هي "رحمة ونور" علي نبضاتي..او لقمة "رحمة وحب"..
صدفة تمسك باطراف يديها اول الكون واخره كالمفرش..وتغلقه علي في ظلام لا يلعن ظلمته ولا يبكي امام شموعه..
صدفة تشتق من الاعجاز رسالات من شذي حواء..لكي تقسم ادم نصف يعشق ونصف يستغيث..
صدفة تجعلني طاووس خجول علي عكس حياته..ورجل يغرق في بحر الزينة علي عكس صفاته..
صدفة كما الساحرة الغجرية ..كما "ساحرة بورتوبيللو" ..كما سحرة الشرق..تقتل بلا رحمة..ولا ترحم في الحب قتلا..
والصدفة امام عينيها بالف شهر..والف عطر والف امرأة..
لا توجد لحظة حب الا وفيها لحظة اندثار وتكوين..مد وجزر..مد لعاطفة..وجزر لما تلملمه من همس الشطئان وقلب حواء..
ولا
توجد صدفة بعد رحيل الا وكانت خبطة راس الزمن بيديه ندما علي فراقكما
ومحاولة لرؤية المشهد من افق اوسع ورؤية جديدة علي امل الرجوع..
ولا
توجد نظرة بعد رحيل الا و فيها تتلألأ بعض النشوة وبعض من فلسفة استرجاع
الذات وقطع من سكر المشهد تتكسر علي طرف فنجان السهر الموجع في الماضي..
ولا توجد ابتسامة بعد رحيل الا وفيها انسحابة روح من جسد وكيان شهقة دافئة وذكري تعاود التظاهر للظهور..
فرحيل العاشق رحيل بمعني الكلمة وليس بكيانها..رحيل لإمرأة وليس رحيل من إمرأة..
رحيل من الدنيا الي محاولات استعادتها ..ورحيل من الحب الي الحنين..ورحيل من اللحظة الي الزمن !
والرحيل
كما البحر شاطئه إمرأة وجزيرته نفس المرأة وانت معلق في نفس السفينة..بلا
ذهاب ولا عودة ..تحت شمس تعطيك الامل..وعواصف تنهش لحم السفينة حتي تعود
الي إمرأتك شبه غارق..!
فاجعل من حبك الاول حبك الأخير..
فلا نعرف هل اشتقت كلمة "الأول" من "الولاء"..ام العكس..فان بعثرت الكلمات تجد ان الأولي بولائك ان يكون ولائك للأول..
صدفة..والحب صدفة..والهجر احيانا صدفة..
فاعطي لعينيك حق نظرة اخيرة..قد لا تظمأ بعدها أبدا..ولا ترحل بعدها أبدا..