safa مشرفه
عدد المساهمات : 264 تاريخ التسجيل : 03/01/2012
| موضوع: كيف نعمق معرفتنا بعظمة القرآن؟ الإثنين فبراير 06, 2012 5:21 pm | |
| كيف نعمق معرفتنا بعظمة القرآن؟
كما أن اليهود والنصارى يحملون أبناءهم مند روفهم على مبادئهم الواهية والمزيفة وينادون ويعتزون بانتسابهم لها فالأجدر أن نكون نحن المعتزون بدينا وخاصة بقرآننا الذي معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكما أن اليهودية تحرس التوراة لتلاميذها وليحفظوا على ظهر قلب فالأجدر أن ندرس قرآننا لأبناءنا وأن نحفظه لهم عن ظهر قلب لأن المعرفة الإسلامية التي تكمن في مصدرها الأول ألا وهو القرآن الكريم في أمس الحاجة إلى عقول فتية صغيرة من أجل أن تشكل في دواخلها أساسا دينيا وعقائديا حتى يسهل بناء ما فوق ذلك. ومن هنا كان إلزاما علينا أن نعلم القرآن بعد تعلمه كما قال تعالى ليتدبروا القرآن وليندروا قومهم إدارجهو إليهم لعلهم يتذكرون وهنا تأتي أهمية التبليغ التي أكد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {ولو آية} وهذا أضعف الإيمان {بلغوا عني ولو آية}. لأن بقرآتنا للقرآن الكريم يزداد تعمقنا بمعرفة الله عز وجل وبالتقرب إليه.
كيف نكون صلة دائمة مع القرآن؟
إن حب الرجل لابنه يجعله أشد التعلق به وحتى وهو في العمل فإنه يفكر فيه لما له من قيمة في نفسه بدافع العلاقة الأبوية. وهذا إن كان هكذا فنحن في أمس الحاجة إلى العلاقة الدينية والنورانية التي تكمن في محبة والارتباط بالقرآن الكريم لأنه هو نبراس الأمة ومرشدها، ومن خلال آياته تستشعر الحب الذي يربطك به هذا القرآن العظيم الذي أجله الجن وخاف من حمله الجبال وتصدعت له الجدران وانفلقت به البحار وسقطت به الأعداء وتوالت به الهزائم النكراء على أعدائنا وأعداء الإسلام، وهكذا فإن ارتباطنا بالقرآن لا يعني قراءته ولكن الملازمة على تطبيقه فهذا عمر رضي الله عنه حفظ البقرة في ثمان سنوات كان من الأجدر أن يحفظها في ظرف عام على الأقل وأدنى من ذلك كما يفعل أبناؤنا الذين يحفظون ولا يعون بكتاب ولا يعرنه اهتماما، فقد كان يريد عمر ابن الخطاب تطبيق الآيات لا حفظها حفظا عشوائيا.
كيف نتخذ القرآن إماما ومرشدا؟
إن الذي يؤمن بالله وملائكته ورسله حق الإيمان فهو الأولى أن يعود إلى مصدره الأصلي إذ أشكل عليه أمر في الحياة لأنه يعلم أنه سيجد فيه ما يحتاجه لأنه شمل كل شيء لقوله تعالى {ما فرطنا في الكتاب من شيء} والذي نراه في عصرنا الراهن هو إلتهاء الناس إلى غيرهم من دوي العقول الضعيفة التي لا تؤمن حق الإيمان بالله وقد قال عز من قال {وما اختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله…} لكن قليلي الإيمان لا يأخذون بهذا بل يستشيرون الآخرين أو يتخذون مصادر أخرى كالرأسمالية والليبراليا… وزد على ذلك الأنظمة الموجهة الحالية.
ولكن إذا فحصنا الأمر وجدنا أن القرآن لم يترك إلا وتحدث عليه وأمعن فيه وهذا من خلال قوله تعالى {اليوم أكملت لم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
بعض قصص: كان الناس يسلمون عن طريق سماع القرآن الكريم من الوهلة الأولى، والذي لم يسلم كان لزام عليه أن يعاقب عقابا دنيويا أو أخرويا جزاء لعناده وجزاء لمعرفته الحقيقة وتماديه في الكفر {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.
وللقرآن الكريم أثر على الصحابة لأن بفضله أصبحوا مسلمين قانتين عابدين لله فها هو عمر رضي الله عنه كان أقصى الناس وأعنتهم وأفجرهم كيف حوله القرآن من الصلابة والتحجر إلى اللين والسلاسة كيف فعل القرآن فعله في قلب عمر رضي الله عنه الذي كان أفجر الناس في الجاهلية فسار أصيبهم في الإسلام والحقيقة أنه القرآن.
إذا خالطت بشاشته تكاد تجعل المستحيل ممكنا
تكاد تجعل البحر الأجاج عذبا فراتا سلسبيلا.
حينما دخل على أخته وهي تقرأ القرآن فصفعها وأداها لكن طلب منها أن يرى ما في الكتاب فامتنعت وقالت حتى تتوضأ فلما ذهب وغسل وأتى ليقرأ جاء عند سورة طه فتزلزل وانقلب من فاجر إلى طيب ومن كافر إلى مسلم. فذهب وأعلن إسلامه أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان الرسول أشد فرحا بإسلامه.
خرجت تبغي أداها في محمدها وللخليفة جبار يواليها
فلم تكد تسمع الآيات بالغة حتى زلزلت نية قد كنت تنويها
سمعت سورة طه من مرتلها فزلزلت نية قد كنت تنويها
وقلت فيها مقالا لا يطاوله قول المحب الذي قد بات يطريها
وصاح فيه بلال صيحة خشعت لها القلوب ولبت أمرها باريها
فأنت في زمن المختار منشدها وأنت في زمن الصديق منجيها
كم أهتم إلا رسول الله مغتبطا بحكمة لك عند الرأي ينفيها
الطرق المنهجية للتعامل مع القرآن تمهيد: الحمد لله، منزل البرهان، واضع الجنان، مثبت الأركان، الغفور الرحمان، الملك ذو الجلال والإكرام، هدى العالم بالدستور وهو المنان، وجعل الدين قطب واحدا ورمى كل المذاهب والمعتقدات، ووحد الأمة بعد تفرقة وتنازع في الأمران، ثم الصلات والسلام الأتمان الأكملان، على نبي الهدى والإيمان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الحديث عن القرآن الكريم ليس كالأحاديث لأنه دستور الأمة بل العالم ودليلها حيث ارتحلت وحلت، ولا يمكن لأي إنسان وإن طال الزمان أن يأتي بشيء أحسن بل على الأقل يشابهه لأنه معجز وخالد إعجازه في كل زمان ومكان، وقد رأينا مدعي النبوة ومدعين أن الوحي ينزل إليهم كيف كان حالهم وكيف حجتهم، إنه مسيلمة الذي لقب بالكذاب طوال السنين وخلد لقبه وإنه الأسود العنمي الذي ابتلى بلاء كانت حياته أمر من أن يعيشها البيئي الذي لا يهنأ ولا ينام، بينما رسول الله وفي العالم الراهن حيث ألف مليون مسلم وما يزيد عن ذلك يشهدون أنه رسول الله بل هو خاتم الرسل أجمعهم، وأن الكتاب الذي جاء به هو خاتم الكتب السماوية، إذن، إذا كان هذا القرآن الكريم هو خاتم الكتب ومعجزة محمد صلى الله عليه وسلم. فلابد أن نتعامل معه لا كما نتعامل مع باقي الكتب، لأن فيه من الآيات والعبر والحكم والأقوال التي صدرت من الله عز وجل. إذن، من هنا اعتبر القرآن بحر العلم والمعرفة، ومن هنا يمكننا أن نطرح الأسئلة التالية: ما هي الطريق الانجح للتعامل مع القرآن الكريم في تدبره وفي القول بالرأي؟ ثم هل يجوز لمن هب ودب أن يفتي فيه برأييه؟ وما هي الشروط العلمية والمنهجية للتعامل معه؟ ثم ما هي الشبهات المثارة حول التدبر وما هو رد الفعل اتجاهها؟
التميز بين الرأي والتدبر.
بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وجد الناس صعوبة في تفسير القرآن الكريم فكان من يوضح لهم ما أشكل عليهم كابن عباس وعائشة لكن ومع مرور الوقت وانقضاء السنوات ظهر ما يسمى بعلم التفسير الذي إما أن يكون بسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بالرأي كي تصحح المفاهيم ويسهل القرآن ويصبح في متناول الجميع وهذا التفسير لم يكن لمن هب ودب بل كانت هنالك شروط إن لم تتوفر لم تكن هناك أهلية لذلك. أما من حيث الخوض بالرأي الفردي الناتج من نية حسنة لا بأس إلا أن هناك شروطا كذلك لهذا. والمباح هنا هو التدبر في القرآن الكريم لأن الله تعالى قد نص على ذلك في أيما آية من الآيات فقال عز من قائل: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}. وهذا إن دل عن شيء فإنما يدل عن الفرق بين التدبر والتفسير.
الشروط المنهجية والعلمية للتدبر والتفسير.
كيف نتخذ القرآن إماما ومرشد:
إن القرآن الكريم دليل الحياة وبذلك يقود الإنسان إلى فلاح دنيوي وأخروي لأنه ما يميزه هو الشمول بحيث أنه لم يترك بابا إلا وفصل فيه وبينه بما وبذلك بين الجسد والروح والعقل والعاطفة تحدث الرجل وعلاقته بربه فقال: {فاعلم أنه لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} ثم بينه وبين الآخرين فقال: {إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} ثم بينه وبين أسرته {إن من أولادكم فتنة} ثم بينه وبين أواه {وبالوالدين إحسانا} وبالجار {والجار ذي القرب وصاحب بالجنب وابن السبيل}.
ولم تكن نظرة القرآن فردانية كما تدعي الفلسفات الغربية والمذاهب الإستشراقية بل كان هدف الجماعة والصالح العام حيث قال: {الذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ينفقونها فنبشرهم بعذاب أليم} ففي الإنفاق حتى تساوى بذلك كل الفئات والاجتماعية وتتقارب بحيث لا يكون غني ولا فقير وهذا ما نص عليه الفلاسفة مؤخرا بالاستبدادية المستنيرة أما الدين فلا يأمر بذلك فقط بل يأمر بعدم الاستبدادية مطلقا.
ومن هنا كان لابد أن يلجأ المؤمن إلى الله وحده لا شريك له وأن يتخذ القرآن شرعة ومنهاجا يلتجئون إليه ليبين لهم ويوضح لهم ما كانوا فيه يختلفون.
تدارس القرآن الكريم.
إن الجماعة المسلمة التي تقرأ القرآن وترجع إليه في اختلافها يجب أن تتدارس فيما بينها وهنا نقطة حيث أن معظم يضن أن قراءته أو تلاوته للقرآن الكريم وحده قد تفي بالغرض بل على العكس، فالشيطان يتدخل في الوحدة والإنسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوي بإخوانه فضعيف بنفسه والناس في اجتماعهم لمدارسة القرآن هم كثرة يتغلبون لا محال على وساوس الشيطان بل يخافهم ومجالسهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كلام الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله عز وجل في عنده" انظر أو انظروا إلى مكانة المدارسة الجماعية حيث تذكر أنت ومن معك في الملء الأعلى أمام الملائكة الكرام البررة.
لاتنسونا من صالح دعلئكم
| |
|
العاشق نائب المدير
عدد المساهمات : 2109 تاريخ التسجيل : 01/01/2012 العمر : 38
| موضوع: رد: كيف نعمق معرفتنا بعظمة القرآن؟ الأربعاء فبراير 08, 2012 3:18 pm | |
| | |
|