أحد الشباب رأى أحد الفتيات وعرفها بنفسه وأنه يود خطبتها ويرغب الزواج بها فأجابته على الفور حذار حذار أن تخطبني لأن قلبي مشغوف بحب شاب أتفقنا أن نكمل حياتنا معاً وعاهدته على الإخلاص والوفاء وأنتظره حالياً ريثما يهيئ مراسيم الزواج ولكن هذا الخاطب لم يقتنع بكلام الفتاة وذهب مسرعاً لدار والدها وأعلمه أنع يريد خطبة أبنته وأنه على إستعداد لدفع المهر المطلوب وراح يقدم لوالدها الهدايا النفيسة والأموال الكثيرة فوافق والدها على زواجها وأكره أبنته بوجوب القبول تحت سياط التهديد والوعد والوعيد ضارباً برأيها وعدم موافقتها عرض الحائط
وجاء يوم الزفاف وأقيمت المهرجانات وتعالت الهتافات تدوي في كل رحاب الشارع وأمام دار العريس ولكن المضحك المبكي والمفرح المحزن أن العروس غابت عن الأنظار وأختفت وبحث والدها في كل مكان فلم يعثر لها على أثر وكانت ليلة مظلمة غابت الشمس وأنطفأت الأنوار وكسف القمر بتلك الأخبار ولقي العريس من المفاجأة المؤلمة والضربة المحكمة ما لم يكن يتوقع وحسب أنه بالمال يستطيع تحقيق كل شيء ولكن الحب فوق المال وفوق جميع المغريات وبعد بضعة أيام ظهرت الفتاة وكانت مختبأة عند أقاربها الذين أيدوا رأيها ولاموا والدها على سوء تصرفه وراح الزوج يسعى بكل جهده في سبيل إخضاع الزوجة للزواج وبعد عناء مرير وجهد عسير أستطاع والد الفتاة إجبار أبنته دخول بيت الزوج ودخلت مكرهة تحت الضغط والإرهاب ومكثت عند الزوج بضعة شهور جعلت بيته جحيماً وأذاقته عذاباً أليماً وأصلته ناراً وسعيراً وخرجت من بيته كما دخلت فيئس منها وطلقها ثم بعد فترة قصير تزوجت بالشاب الذي أختارته شريكاً لحياتها واحبته وروحاً لقلبها وكانت السعادة هانئة بين الحبيبين وفرحة كبيرة بينهما وضياءً للعينين ونوراً سرى بين الروحين ومحبة بين القلبين أثمرت إبتسامة على الشفتين وورداً على الخدين.