المطلقة في موريتانيا يستقبلها أهلها بالطبول والصديقات بالأغنيات

أظهرت دراسة للمكتب الموريتاني للإحصاء أن أكثر من 25% من النساء الموريتانيات المطلقات تزوجن ست مرات،وأوضحت الدراسة أن الطلاق لا يقف حائلاً في وجه إمكانية زواج المرأة مرة أخرى، لأن المجتمع الموريتاني يدلل المطلقة بل ويذهب المجتمع القديم إلى حد استقبال المطلقة بالطبول، وتشدو صديقاتها الأغنية الشعبية المشهورة «ماه شين اشباب اتخلات» أي: شيء عادي طلاق البنات.

وترى الصحافية ينصرها بنت احمد محمود أن الكثير من الدراسات الاجتماعية تتفق على أن مسألة الطلاق مسألة معقدة، تتشابك فيها عناصر كثيرة بعضها نفسي وفلسفي، وبعضها الآخر اقتصادي واجتماعي، وقد يكون سياسياً في بعض الأحيان.


وترى ان اتخاذ قرار الطلاق امر في غاية الصعوبة ويخضع لمعايير قانونية واجتماعية تضع في الحسبان صورة ما بعد الطلاق خاصة إذا كان هناك أطفال حيث يجب التفكير في مسؤولية التربية والنفقة والحضانة، وما سوف سيتعرض له هؤلاء الأبناء من ضياع وتشريد.


وتضيف ينصرها: يتخذ قرار الانفصال غالبا بنوع من الارتجالية والعفوية التي تطبع الحياة العائلية في مجتمعنا الموريتاني ، وهو ما يفسر النسبة المرتفعة للطلاق التي وصلت حسب آخر إحصائية إلى 37%في الوسط القروي، 40% في المدن، أي أن أكثر من ثلث حالات الزواج تؤول دائما إلى الانفصال دون تقديم مبررات مقنعة.


وترى خديجة بنت احمد وهي ربت بيت تزوجت أكثر من ثلاث مرات أن الطلاق لا يشكل عبئا نفسيا كبيرا على المرأة في موريتانيا على عكس مثيلاتها في العالم العربي، فهي أكثر حظوة في العودة إلى عش الزوجية مرة أخرى من زواج العانس، ويعود هذا إلى تفاهة أسباب الطلاق وتحميل المجتمع الرجل المسؤولية الكاملة في حدوث الطلاق.


تعتقد زينب بنت سيدي -مطلقة أربع مرات- أن تفشي الطلاق بشكل مذهل هو الذي ساهم في تنامي ظاهرة زواج المطلقات، وفي رأيها أن هذا شيء يؤسف له فمن الأفضل للمرأة الحفاظ على زواجها الأول بدل البحث عن زواج آخر قد لا تجد فيه الراحة والسعادة التي تنشدها،


وتعتقد أن وعي بعض النساء بأن الطلاق لا يشكل عائقا كبيرا أمامهن هو الذي دفع بهن إلى عدم مراعاة حقوق الزوجية وإهمال الكثير من الواجبات المنزلية مما أفضى إلى طلاقهن. ويقول الباحث الاجتماعي محمد محمود ولد سيدي يحيى: إن البعض قد تندهش لأن الطلاق صار أمراً مألوفاً ولا يثير الكثير من الاستهجان في المجتمع الموريتاني الذي يقف في طليعة المجتمعات التي لا ترى في أبغض الحلال عند الله مشكلة كبيرة.


ويضيف: إننا محتاجون إلى اجتهادات فقهية متميزة لحل مشاكلنا العائلة الخاصة حتى نحد من قدرة الأفراد على التساهل في حدوث الطلاق.
((((منقـــــــــــــــــــــــــــــول ))))