إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله . وبعد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب ابقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات , رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) ( رواه مسلم ) وفي رواية (( العنوهن فإنهن ملعونات )) .
ولقد تحققت نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الصنف من النساء , فلقد سمعنا ورأينا الكاسيات العاريات : بمعنى أن بعض الجسد مكسو والآخر عريان , نعم لبست الثياب ولكنه مشقوق إلى حد الركبة , أو نصف الساق , أو أن تكون ثياب رقيقة تشف عما تحتها من غير أن يكون تحته بطانة , أو أن تكون الثياب ضيقة تفصل جسم المرأة أو أجزاءه , ويدخل في هذا الوصف أن تكون المرأة قد لبست العباءة المزركشة , أو( المطرزة ) أو( المدبجة بالفصوص وأنواع الزينة ) وهكذا أن تلبس البرقع أو النقاب وقد أبدت كامل عينيها وما حولهما وخديها وأسفل جبهتها .
ونجد العباءة وقد رفعت إلى منتصف ظهرها , فأبدت أجزاء جسدها وفتنت الناس , فهي وإن كانت كاسية ولكنها في الحقيقة أقرب إلى العري , وهي كاسية من نعم الله ولكن تعرت من شكرها , وبذلك صارت ( مميلة مائلة ) فنجدها في مشيتها تتمايل يمنة ويسرة بأكتافها وأجزاء جسدها , متبخترة بنفسها زيادة في التبرج والانحلال , أو لأنها لبست الحذاء ذي الكعب العالي , مسمعة صوت حذاءها من كان بعيداً عنها بأمتار .
وهكذا صارت بعملها هذا مميلة للناس عن الحشمة والعفاف , مائلة في نفسها عن الهدى إلى التبرج والضلال . نعوذ بالله .
وزاد في وصفهن ( رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة ) والبخت نوع من الإبل , فانرا المرأة وقد أشبه رأسها سنام البعير , حيث جمعت شعر رأسها بطريقة ملتفة , وربما ذهبت إلى الكوافير ليعمل بها ذلك , ولذا كان جزاؤهن من الله أن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , ولشدة وفظاعة خطر هذا النوع من النساء على الأمة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلعنهن
فاحذري يا أمة الله هذا الوعيد الأكيد والتهديد الشديد والزمي أمر ربك واحتشمي في مظهرك ,
ولا تكوني سبب فتنة للمسلمين , فلباسك يلزم أن يكون ساترًا وحاجباً لك عن الأنظار
لا أن يكون ملفتاً فاتناً , فتتعرضي لغضب ربك وازدراء الناس لك من حولك , واستخفافهم بأخلاقك وقيمك –حفظك الله - فما الحجاب إلا حفظ لك وإغلاء قيمتك , وصيانتك من التبذل الممقوت حتى لا تكوني سلعة بائرة ينادى عليها في مدارج الطرق والأسواق .
وأخيراً : أود أن أقول كلمة للرجال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فاتقوا الله وأدوا الأمانة التي حملكم الله تعالى إياها فيمن ولاكم الله عليه من النساء لأن من حملكم إياها سوف يسألكم عنها .
راقبوا نساءكم وماذا يلبسن , وليس لكم عذر أنكم لا تعلمون ولا ترون ماذا يلبسن , لأن عدم علمكم بما يلبسن ليس عذراً , وإننا للأسف نجد نساء رجال صالحين يلبسن الملابس المكشوفة والشبه عارية ,
أين أنتم عن نساءكم ولبسهن ( أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
وإليكم هذه القصة ..
لقد قالت لي زوجة أحد المشايخ : تقول كنا في مجلس ودخلت علينا زوجة أحد المشايخ وإذا هي لابسة بنطلون ضيق جدا بحكم انها بين نساء , فاستغربنا ذلك , كيف يدعها زوجها تخرج بهذا اللبس , فأتيتها فقلت لها يا فلانة الا تعلمين أن لبس البنطلون غير جائز فلم تصدقني وانزعجت من كلامي وقامت من المجلس , وقالت لزوجها أنا لن أجلس معهن مرة أخرى أنهن يستنكرن علي لباسي , فقال لها زوجها ( الشيخ ) إذا أردت مرة أخرى أن تخرجي فأريني ماذا تلبسين لكي أرى لماذا يستنكرن عليك لبسك , فلما أرادت أن تخرج لبست كما إعتادت البنطلون وذهبت إليه , فلما رآها ذهل ......... وقال لها ما هذا ألم تعلمي أنه حرام ؟؟؟؟؟ وأوضح لها الحكم والحمد لله اقتنعت .
فيا أيها الرجال إذا كنتم لا تعلمون ماذا يلبسن نساءكم : فالحل : هو أن تراقبوا ماذا يلبسن
أما إذا كنتم تعلمون ولكن لا تستطيعون منعهن وهذا هو الغالب على رجال اليوم فوالله تلك مصيبة
نعم قل في هذا الزمان الرجال الحقيقيون الذين يتصفون بالغيرة
وكثر الرجال الذين يخافون من نساءهم , ويتلفتون عندما يريدون الحديث عن نساءهم .
نسأل الله عزوجل أن يعيد إلينا الرجال الغيورين على دينهم ونساءهم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
